الوقاية من داء السكري والسيطرة عليه بطرق طبيعية
قد يكون تلقي تشخيص إصابتك بالنوع الثاني من داء السكري خبرًا صادما لا محالة. ومن المحتمل أن تتفاجأ به عند زيارتك القادمة لعيادة طبيبك الخاص. هو خبرٌ صادم بالفعل لأنك لم تكن تتوقع أن تكون مصاباً به في الأساس. فأعراضه المبكرة قد تبدو طفيفة بعض الشيء ويسهل تجاهلها.
ملايين البشر حول العالم يعانون من داء السكري؛ والعديد منهم لا يدركون بعد أنهم مصابون به. جميعنا تقريبا يمتلك صديقا أو قريبا مصابا بداء السكري. تختلف الآراء وتتباين حول مسألة السيطرة على داء السكري. حيث يقدم البعض نصائح سديدة، بينما تفتقر نصائح البعض الآخر إلى حقائق علمية تستند إليها.
نحن نعيش الآن في عالمٍ يسهل على الناس فيه إبداء آرائهم. فمن المهم إذن أن تتأكد من مصدر المعلومة أولا قبل اختيار علاج بعينه أو اعتماد حمية غذائية أو إجراء تغيير مهم على أسلوب حياتك. هل تبدو المعلومة ارتجالية أم مبنية على بحوث علمية مثبتة؟ صحتك على المحك، واتخاذك للقرار الخاطئ قد يدفعك خطوةً إلى الوراء - كما لو أنك تجاهلت مرضك. إذا كنت تشك بإصابتك بهذا المرض، ما عليك سوى التواصل مع طبيبك الخاص.
عندما تم تشخيص إصابتك بالنوع الثاني من داء السكري، لابد أنك قد شعرت بالخوف للوهلة الأولى. فربما كنت تعرف شخصًا آخر توفي بسبب هذا المرض العنيد. أنت تخاف من الحقن ولا ترغب في حقن نفسك بالأنسولين كل يوم. أخبروك أنك مُطالب بإجراء تغييرات صارمة على نظامك الغذائي. ولعلك قد شعرت بإحباط كبير لأنك ظننت أنك قد قصّرت في حق نفسك ولم تعتني بصحتك كما ينبغي.
في حين أن هذا التشخيص قد يكون مرعبا بعض الشيء، إلا أن السيطرة على داء السكري قد تكون أسهل نسبيا مما كنت تتوقع، وستتيح لك سيطرتك عليه فرصة مواصلة استمتاعك بحياة صحية وعمر مديد إن شاء الله.
هل السكري مرض مزمن؟
الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري قد تكون ناتجة عن اعتمادك لأسلوب حياة سيء1. قد ترتفع نسبة السكر في الدم مع مرور الوقت بسبب تناولك للكثير من المأكولات غير الصحية من جهة، وعزوفك عن ممارسة ما يكفي من الأنشطة البدنية من جهة ثانية. ورغم أن إصابتك بداء السكري قد تحدث لأسباب وراثية، إلا أن ما تستهلكه من أطعمة ومشروبات وما تمارسه من تمارين بدنية ورياضية قد يكون له تأثير كبير على هذا المرض2. عندما تتمكن من تغيير عاداتك المتعلقة بأسلوب حياتك وتبدأ باعتماد علاجات صحية طبيعية ومثبتة علميا، سيكون بوسعك حينها الوقاية من مرض السكري والسيطرة عليه، بل وحتى التعافي منه3 بفضلٍ من الله.
بالرغم من قدرتك على التعافي منه، إلا أن خطر الإصابة به مجددا سيكون احتمالا واردا جدا4. إن فقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي من شأنه المساعدة على تحسين حساسية الأنسولين، ما يعني أن التحكم بنسبة السكر في الدم سيكون أكثر فاعلية5. إن رجوعك إلى عادات الأكل القديمة سينتج عنه اكتساب وزنٍ إضافي، وهو ما سيفسح الطريق أمام عودة مرض السكري لملازمتك من جديد.
العلامات والأعراض المبكرة للنوع الثاني من داء السكري
إن اكتشافك المبكر لإصابتك بمرض السكري من شأنه تعزيز فرص التعافي منه وذلك فقط باعتماد معايير صحية ستبني عليها نظامك الغذائي وأسلوب حياتك6.
مقاومة الأنسولين هي أولى بوادر التطورات التي يحدثها هذا المرض. فإذا لاحظت زيادة سريعة وغير طبيعية في الوزن، أو واجهت صعوبة في إنقاصه وبدأت تعاني من الإرهاق والتعب، فهذ يعني أن الأنسولين لديك صار أقل فعالية في تخفيض نسبة السكر بالدم7. إنه الوقت المناسب لإعادة النظر في خياراتك الغذائية وإجراء بعض التغييرات عليها للحفاظ على نسبة طبيعية للسكر في دمك وتحسين استجابة الأنسولين عند تناول الطعام.
مع تطور هذا المرض، تتدهور مقاومة الأنسولين لديك وترتفع نسبة السكر في دمك إلى مستويات قياسية. من العلامات المصاحبة للنوع الثاني من داء السكري نذكر: الإحساس بالعطش الشديد، كثرة التبول، الشعور بالإرهاق، ضبابية الرؤية، والإحساس المستمر بالجوع8.
من المهم جدا قياس مستويات السكر في الدم للوقوف على التغيرات الناتجة عن تناولك للطعام. قبل تناول الطعام، أو عند استيقاظك من النوم، تبلغ نسبة السكر الطبيعية في الدم حوالي 3.9 إلى 5 مليمول/ل (70 إلى 99 ملجم/دل). وهي النسبة التي يشار إليها بمستوى الجلوكوز في دم الصائم. إذا كنت مريضا بداء السكري، فسيكون مستوى الجلوكوز في الدم أعلى بطبيعة الحال عند استيقاظك من النوم.
من الطبيعي أن ترتفع هذه النسبة عند تناول الطعام ولكن لا يجب أن تزيد عن معدل 7.8 مليمول/ل (140 ملجم/دل). إذا زادت نسبة السكر في دمك عن هذا المعدل بشكل متكرر، فعليك حينها تغيير الأطعمة التي تتناولها بما أنها هي المتسببة في حدوث هذا الارتفاع الكبير9.
خيارات غذائية أفضل لإحداث تغيير جذري على صحتك نحو الأحسن
السيطرة على داء السكري تستدعي منك تعاطي مزيج من الأدوية الصيدلانية وممارسة الرياضة والخضوع لعلاجات طبيعية وعوامل أخرى ذات صلة بأسلوب الحياة. ولأن مستويات السكر في الدم تعتمد في الأساس على ما تتناوله من أغذية، فإن الحمية الغذائية الصحية تُعتبر حجر الأساس في مسألة السيطرة على مرض السكري10.
النظام الغذائي الصحي المنصوح به لمرضى السكري هو نظام متوازن يضم كافة أنواع الطعام. باستعمال نموذج طبق الغذاء، سينصب مجمل تركيزك على إضافة الكثير من الخضار. فعند تحضير طبق الأكل، عليك دائما ملء نصفه بالخضار أولا. بينما سيشغل البروتين الخالي من الدهون رُبع الطبق بحجم راحة اليد، مع إضافة كمية قليلة من الكربوهيدرات الغنية بالألياف. إذ تساعد الأغذية الغنية بالألياف على إبطاء إفراز الجلوكوز إلى مجرى الدم10.
تُهضم بعض الأغذية وتُمتص إلى مجرى دم بسرعة فائقة. الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المكررة هي السبب الرئيسي في ارتفاع مستويات السكر بالدم. فلأنها خضعت لعمليات معالجة مكثفة، وتم طحنها إلى مساحيق أفقدتها أليافها الغذائية، لن يبذل جسمك جهدا كبيرا لتفتيت النشويات إلى أبسط أشكالها – وهو السكر11.
السكر الذي تضيفه لفنجان القهوة هو أوضح مثال للأغذية الغنية بالكربوهيدرات. يُضاف السكر أيضا للكثير من الأطعمة اللذيذة مثل الحلوى والشوكولاتة وأطباق التحلية والمشروبات الباردة. إذا كنت مريضا بالسكري، فيجب عليك الحد من تناول تلك الأطعمة أو الامتناع عن تناولها نهائيا.
أطعمة أخرى غنية بالكربوهيدرات من شأنها التسبب في ارتفاع كبير وسريع في نسبة السكر بالدم تشمل كافة المنتجات المصنوعة من الدقيق الأبيض، كالخبز مثلا، الكعك، البسكويت، البيتزا، الحلويات والبيجلز. حبوب الإفطار المسكَّرة والمعالجة، الأرز الأبيض، وهي الأغذية التي يجب أن تتعامل معها بشيء من الحيطة والحذر إذا كانت جزءًا من روتينك الغذائي اليومي.
إذا كنت تستمتع فعلا بتناول هذه الأطعمة من وقت لآخر، فأفضل طريقة لفعل ذلك تكون عبر إضافتها لوجبة متوازنة. احرص على ضم الكثير من الأغذية الغنية بالألياف، خصوصا الخضار إلى هذه الوجبات. البروتين والدهون الصحية لهما فائدة كبيرة أيضا في تقليص الاستجابة السكرية. لأجل هذا، إذا كنت من عشاق تناول البطاطس، ما عليك سوى تناولها مع وجبة تضم لحم السمك أو الدجاج أو البقوليات، واستعمل زيتا صحيا كزيت الزيتون مثلا أو زيت الأفوكادو لطبخها أو كصلصة سلطة أو صلصة خضار12.
منتجات أرض الطبيعة الغذائية التي يمكنها مساعدتك في السيطرة على مرض السكري
في أرض الطبيعة، نحن نضع صحتك على رأس أولوياتنا. كل منتجاتنا عضوية وخالية تماما من المواد الحافظة والمنكهات والملونات الاصطناعية. في حين لا يمكننا اعتبار كافة منتجاتنا صالحةً لمرضى السكري، إلا أننا نمتلك عددا لا بأس به من الأغذية اللذيذة التي يمكنك تجريبها بنفسك.
تضع أرض الطبيعة بين أيديكم تشكيلة واسعة ومتنوعة من الأغذية التي يمكن لمرضى السكري اعتمادها ضمن أنظمتهم الغذائية. وهي تضم كافة المنتجات الصحية التي يحتاجون إليها كخبز التخمير البلدي ومنتجات الخل والأعشاب والبهارات والزيوت على اختلاف أنواعها. سواءً كنت تبحث عن تصبيرة شهية، أو طريقة صحية لإضفاء مزيد من النكهة لطعامك، فلدينا ما تبحث عنه:
- أمثلة بسيطة عن السناكات التي يمكنك إضافتها إلى نظامك الغذائي تشمل سناك عشبة النوري البحرية "نوريز"، البندق، الفستق، والخلطة المرحة.
- لوجبة الفطور، يمكنك تجريب رقائق الشوفان الناعمة.
- تشكيلة طحائن المكسرات ستشكل خيارا رائعا إذا كنت تبحث عن شيء تدهن به خبز التخمير البلدي. يمكنك الاختيار بين طحينة اللوز، طحينة الكاجو، طحينة السمسم، وطحينة الفول السوداني.
- لدينا أيضا تشكيلة واسعة من الأعشاب والبهارات التي يمكنك استعمالها لإضفاء نكهة مميزة إلى أطباق الأكل المفضلة لديك. وهي مفيدة على وجه الخصوص في مسألة التحكم بمرض السكري والسيطرة عليه، وتضم كلا من قرفة السيلان، الكركم، الحلبة، عشبة القمح أو الشعير.
- الزيوت الصحية كذلك بمقدورها إضفاء مزيد من النكهة الشهية لأطباقك. لدينا مجموعة متنوعة منها لتختار بينها.
- كما توجد أيضا منتجات غذائية قد تثير اهتمامك أيضا للمساعدة في التحكم بمستويات السكر في دمك، وتشمل: خل التفاح، زيت الحبة السوداء، عصير الصبار، زيت الكتان، والسلمون الحُر المدخن.
وصفة إضافية: مشروب منشّط لمرضى السكري
وهي تمثل طريقة رائعة لاستعمال بعض المكونات القوية المتوفرة الآن في موقعنا الإلكتروني.
المكونات:
مقدار 3 ملاعق كبيرة من عصير الصبار
مقدار 2 ملاعق كبيرة من خل التفاح
مقدار 1 ملعقة كبيرة من عشبة القمح أو الشعير
مقدار ⅛ ملعقة صغيرة من الستيفيا الخضراء
مقدار ⅛ ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم
ضع جميع المكونات في كأس واملأه بالماء البارد. حرك جيدا لمزج كافة المكونات ببعضها ثم اشربه.
سيساعدك عصير الصبار على تحسين معدل السكر في دم الصائم13. بينما سيقلص خل التفاح نسبة السكر في دمك بعد الوجبات، وقد يساعد أيضا على تقليص نسبته في الصباح الباكر14. أظهرت الأبحاث أيضا أن عشبة القمح بإمكانها خفض المؤشر الجلايسمي للوجبة، ما يعني أنك عندما تحتسي هذا المشروب المنعش قبل تناولك لوجبة الطعام أو بعدها، سيساعدك ذلك على التحكم بمقدار ارتفاع مستويات السكر في دمك بعد الأكل15.
ملاحظة بخصوص الخبز
الخبز هو من أبرز المعضلات التي يعاني منها أغلبية مرضى السكري. فمعظم أنواع الخبز المحمص التجاري تسبب ارتفاعا كبيرا وسريعا لمستويات السكر في الدم. يصرّح زبائننا بشكل منتظم بأن خبز الحبوب الكاملة المصنوع بالتخمير البلدي هو المنتج الأوحد الذي لا يُسبب لهم ارتفاعًا في مستويات السكر بالدم بعد تناوله.
رغم أن خبز التخمير البلدي مصنوع من نفس أنواع الدقيق التي يصنع منها الخبز العادي، إلا أن عملية التخمير التي ننتهجها مختلفة تماما. فاستعمال بادئ التخمير يعطينا خبزا يتم هضمه ببطء، ما يعني أن إفراز الجلوكوز إلى مجرى الدم يتم تدريجيا16.
غير أسلوب حياتك؛ غير حياتك
النظام الغذائي الصحي هو الركيزة الأساسية للتحكم الأمثل بداء السكري، ولكن توجد عوامل أخرى لا تقل أهمية عنه. ممارسة التمارين الرياضية وأخذ قسط وافر من النوم الجيد، بالإضافة طبعا للتحكم في الإجهاد، من شأنها أن تساعدك على ضبط مستويات السكر في دمك عند معدلها الصحي.
ممارسة التمارين البدنية تحديدا مفيدة جدا لإخراج الجلوكوز من دمك. كما أن اعتماد روتين رياضي منتظم من شأنه مساعدتك في السيطرة على مرض السكري. ليس شرطا أن تكون ممارسة تلك التمارين داخل صالة الجيم، فمجرد الذهاب في جولة مشيا على الأقدام سيفي بالغرض. الهدف هنا هو تحريك وتنشيط عضلات الجسم بشكل يومي. خصص نصف ساعة يوميا للمشي على مدار الأسبوع17.
السيطرة على مرض السكري ومنتجات أرض الطبيعة
يشمل النظام الغذائي الصحي المخصص لمرضى السكري مجموعة متنوعة من الأغذية. يجب عليك الحذر عند انتقاء الأغذية قبل إضافتها لنظامك الغذائي اليومي، وهي نفس الأغذية التي يجب على كل شخص تناولها. ليس عليك أن تعيش حياةً مليئة بالوجبات الخالية من الطعم. إضفِ توازنا أكثر لأطباق الأكل عبر إضافة مجموعة متنوعة من الخضار وكميات قليلة فقط من البروتين الخالي من الدهون والكربوهيدرات غير المكررة. أضِف نكهة مميزة إلى وجباتك الغذائية باستعمال الأعشاب والبهارات وحسِّن مستويات السكر في دمك بالمكونات المثبت علميا أنها مكونات صحية. يمكنك السيطرة على مرض السكري بل وحتى التعافي منه إن شاء الله عبر انتقاء الخيارات الغذائية الأصح.
