لماذا يجب علينا تجنّب دقيق القمح الأبيض؟ وما هو البديل الأفضل؟

إنّ استهلاك دقيق القمح الأبيض المُعالج بكمّيات كبيرة (كما يفعله أغلبنا باتّباع الأنظمة الغذائية المعاصرة وتناول المأكولات السريعة) يسبّب انتفاخًا في البطن، المغص، وسوء امتصاص المُغذّيات. وهذا يعني أنّك حتّى وإن كنت تأكل منه كثيرًا وتنجح في سدّ جوعك به، إلّا أنّ جسمك سيظلّ مفتقرًا للعناصر الغذائية التي يحتاجها.
يتناول معظم النّاس كمّياتٍ كبيرة من القمح، وبالأخصّ القمح الأبيض المُعالج. فهل يعني هذا أنّ جميع أنواع القمح سيئة؟ وهل هناك نوعٌ محدّد يمكن وضعه ضمن خانة الأغذية الصحّية؟
اختبارٌ صغير لاكتشاف ما إذا كنت تتناول كمّياتٍ كبيرة من دقيق القمح الأبيض أم لا:
هل تتكوّن وجبة فطورك من شريحة خبز أبيض، الحبوب أو الفطائر؟ يتمّ صنع جميع هذه الأغذية من القمح وقد تحتوي في كثيرٍ من الأحيان على كمّياتٍ هائلة من السّكر. هل تتناول البُرجر، السندوتشات، أو اللمج في وجبة الغذاء؟ هذه الأغذية تحتوي بدورها على دقيق القمح الأبيض المعالج. هل تتناول المعكرونة أو البيتزا بشكلٍ منتظم ضمن وجبة العشاء؟ إنّها كمية أكبر من القمح تضيفها لنظامك الغذائي الثابت.
يوضّح لكم هذا المثال أنّ العديد من الناس يتّبعون عن غير قصد وإدراكٍ مُسبقٍ منهم أنظمة غذائية يستمد فيها الجسم أغلب الكربوهيدرات من القمح الأبيض المُعالج. فضلًا عن وجود كمية شحيحة من الألياف المساعدة في عملية الهضم، والفيتامينات والمعادن التي من شأنها تعزيز عملية الأيض ووظائف العضلات.
عندما يحوّل الناس تركيزهم إلى تناول الأغذية الكاملة التي نذكر من بينها الفواكه والخضار العضوية ولحوم المواشي التي تتغذى في المراعي الشاسعة، فسينجحون حينها في تقليص كمّيات القمح الأبيض التي يستهلكونها يوميًا. وإن تناولوا طبق المعكرونة في إحدى المناسبات النادرة، فلن يؤثّر ذلك سلبًا ما دام مجموع الأغذية التي يتناولونها متكوّنٌ من الأغذية الكاملة الطازجة. ولكن من الأفضل في هذه الحالة تناول المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
ماذا يفعل دقيق القمح الأبيض لأجسامنا؟
خطر الإصابة بداء السّكري:اقترحت العديد من الدراسات التي أُجريت مؤخّرًا أن تناول الدقيق الأبيض المعالج يزيد من مخاطر الإصابة بداء السكري. وإذا ما تحدثنا عن المؤشّر الغلايسمي، فتأثير الدقيق الأبيض مشابهٌ كثيرًا لتأثير السكر العادي. ولهذا نجده قادرًا على رفع نسبة السكر في الدم بسرعةٍ كبيرة إلى مستوياتٍ قياسية، وهو ما يؤثّر بطبيعة الحال على عملية الأيض، مستويات الأنسولين والعديد من وظائف الجسم الأخرى.
خطر الإصابة بداء السّرطان:يُستعمل الدقيق الأبيض بشكلٍ كبير ضمن الأنظمة الغذائية في الدوّل الغربية. حيث تتمثل أبرز الأغذية التي يتناولونها هناك في البيتزا، البيرجر، الباجل (الخبز المرشوش بالسكر)، اللمج، الفطائر، الكعك المحلّى وتصبيرة البسكويت. ما لا يعلمه العديد منّا هو احتواء العديد من الأغذية المُعالجة الأخرى كالصلصات مثلًا والمأكولات سريعة التحضير على دقيق القمح الأبيض. كما أنّ هذا الأخير يُعتبر عامل حجم مشترك في تحضير التوابل المجفّفة. وهذا يعني أنّك وفي كثير من الأحيان تتناول دقيق القمح الأبيض المُعالج دون قصد. أظهرت الدراسات أن تركيبة هذه الأنظمة الغذائية الغربية تؤثّر سلبًا على جهاز المناعة لدى الإنسان وترفع احتمالات الإصابة بكثيرٍ من الأمراض والمشاكل الصحّية التي نذكر من أهمّها داء السّرطان.
الوزن الزائد: دون الألياف الطبيعية الموجودة في القشرة والجنين، سيصبح الدقيق الأبيض المعالج مكوّنًا بالدرجة الأولى من الكربوهيدرات، وهو الأمر الذي يفسّر امتلاكه لمؤشّر غلايسمي مرتفع جدًّا. بالإضافة لذلك وفي ظلّ غياب الألياف، يجد الجسم صعوبةً في هضم الغلوتين لأنّه عبارة عن كتلة متماسكة من الكربوهيدرات. ليحصل الجسم بذلك على نسبة قليلة من الألياف المساعدة في عملية الهضم. يتمّ استقلاب الدقيق الأبيض بسرعة كبيرة، وإن لم يتمّ حرقه بممارسة نشاطٍ قوي، فسيقوم الجسم بتخزينه في شكل دهون. حيث يتمّ تخزينه في أغلب الأحيان بمنطقة البطن.
الإدمان على الأغذية: لأنّ الدقيق الأبيض المعالج يُستعمل في تحضير أغلب الحلويات والعجائن، فقد يساهم أيضًا في رفع نسبة اشتهاء الشخص لتناول السكر. أظهرت الأبحاث أنّ الخلايا العصبية المسؤولة عن الإحساس بالسعادة يتمّ تحفيزها عند تناول الكربوهيدرات السكرية المُعالجة التي يمكن أن تؤدي إلى إدمان الشخص على تناول الكربوهيدرات. تكمن المشكلة الحقيقية هنا في عدم كبح تلك الرغبة الجامحة في تناول الكربوهيدرات المُعالجة؛ وهذا ما يدفع الناس لعدم التوقف عن استهلاكها.
لفت انتباه : القمح الكامل ليس من الحبوب الكاملة!
عندما يحاول الناس الإقلاع عن تناول الأغذية المضرة بصحتهم، ويلجؤون لاعتماد أنظمة غذائية صحّيةً أكثر، عادةً ما يقومون بتعويض الخبز الأبيض بنظيره المصنوع من القمح الكامل وهم مقتنعون أنّه بديل صحّي. ورغم هذا، أظهرت التجارب أنّ المؤشّر الغلايسمي الذي يمتلكه هذا البديل مماثلٌ لنظيره الذي يحتويه الخبز الأبيض. القمح الكامل لا يحتوي على نفس القيمة الغذائية والألياف التي يحتويها الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة. فمن المهمّ إذن معرفة الفرق بين القمح الكامل والحبوب الكاملة.
تساعد الحبوب الكاملة في تحسين الحالة الصحّية
في إحدى الدراسات السابقة التي أُجريت على مجموعة تتكون من 20 شخصًا قاموا باستبدال أنظمتهم الغذائية التقليدية لمدّة 15 يومًا. حيث قامت مجموعة من الأشخاص ذوي الأصول الإفريقية بتعويض أكلاتهم العادية المصنوعة من الحبوب الكاملة بالأغذية الغربية السريعة. فيما استبدلت مجموعة من الأشخاص الغربيين أغذيتهم السريعة بالأكلات الإفريقية التقليدية المصنوعة من الحبوب الكاملة، والبقول، الخ. أراد الباحثون من خلال هذه التّجربة أن يروا تأثير الأنظمة الغذائية خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. هذا وقد حرصت الاختبارات الموسّعة على أخذ المؤشّرات الصحّية للمجموعتيْن بعين الاعتبار قبل وبعد التّجربة.
أظهرت المجموعة الغربية التي اعتمدت نظامًا غذائيًا يحثّ على تناول الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة تحسّنًا كبيرًا في الحالة الصحية، وهو ما يثبت سرعة تعافي الجسم ذاتيًا عن طريق أكل الأغذية الصحيحة. وعلى النقيض من ذلك، تعرّضت مجموعة القارة السّمراء لمشاكل صحّية مختلفة وأُصيب معظم أفرادها بالصداع ومغص على مستوى المعدة، كما أظهروا تقهقرًا كبيرًا في قدراتهم المناعية والصحية. في الوقت الذي لم تتم فيه مراجعة تدقيقية لنتائج هذه الدراسة، وفي ظلّ إجرائها خلال فترةٍ زمنية قصيرة بحيث لا يمكننا الاعتقاد بشمولية هذه النتائج، إلّا أنّها تظهر وجود دليل قويّ على أنّ الحبوب الكاملة يمكنها أن تكون سببًا صحيحًا ومجرّبًا في تحسين الحالة الصحّية وتقليص خطر التعرض للمشاكل المرضية، وهذا ما يستدعي بطبيعة الحال إجراء أبحاثٍ ودراسات لاحقة.
دراساتٌ إضافية تدعم دور الحبوب الكاملة في تحسين الصحّة
في الوقت الذي تبدو فيه آلية تحسين الحبوب الكاملة للحالة الصحية أمرًا معقّدًا، إلّا أنّ الباحثين كانوا قد اكتشفوا عدّة مناطق أظهرت فيها الحبوب الكاملة تأثيرًا كبيرًا.
· ارتبطت الحبوب الكاملة بالمستويات المنخفضة من الدهون على مستوى البطن. وهذا ما يساعد ليس فقط في الحفاظ على وزنٍ صحّي فحسب، بل يساهم كذلك في تقليص المخاطر الصحية الأخرى على غرار خطر الإصابة بمرض القلب وداء السرطان.
· ترتبط الحبوب الكاملة بشكلٍ عكسي مع داء السرطان. أظهرت الحبوب الكاملة قدرةً كبيرة على خفض نسبة الإصابة بداء السرطان من خلال المساعدة على إزالة السموم والحفاظ على جهازٍ هضمي سليم.
· ارتبطت الحبوب الكاملة بانخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بالحبوب المُعالجة. أظهرت الحبوب الكاملة قدرةً كبيرة على تحسين واسم الدم بما في ذلك نسبة الكوليسترول، وهو ما يقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
· تُعتبر الحبوب الكاملة سببًا صحيحًا ومجرّبًا في تعمير النساء. أكّدت هذه الدراسة أهمية القيمة الغذائية التي تتمتع بها الحبوب الكاملة للحالة الصحية العامّة.
تظهر الأبحاث وبشكلٍ متزايد قيمة الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة بالإضافة للأغذية الكاملة التي يمكنها أن تضمن لنا الاستمتاع بصحة جيّدة. الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة كمنتجات المعكرونة التي تضعها شركة أرض الطبيعة في متناولكم تمّ إنتاجها خصّيصًا لتوفير النكهة اللذيذة والتغذية الصحّية. فبفضل منتجات المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، يمكنك الاستمتاع بطبقك المفضل وأنت تعلم أنّك لن تفتقد للتغذية الصحية المفيدة.